الاثنين، 2 ديسمبر 2019

JOKER 2019: آمل أن موتي اكثر قيمة من حياتي! - فيونكس ضد ليدجر في مراجعة نقدية


"هل تفوق خواكين فيونكس على هيث ليدجر في أداء شخصية الجوكر؟" 


التساؤل المحير الذي طرح نفسه من يوم ان تم اعلان الفيلم الجديد، السؤال المثير للجدل الذي يجب أن نجيب عليه كمشاهدين سينمائيين متجردين من التعصب للاراء الثابثة التي تلقى جدل واسع عندما تصطدم برأي عكس التيار، دعونا نتسم ببعض الواقعية بعيدا عن العاطفة والتطرف مع الاخذ بعين الاعتبار كل المعطيات التي طرحت في الحالتين، فليس من العيب ان نجيب بكلمة "نعم" على السؤال بين العلامات الشرطية اعلاه -اذا ما شعرنا ان الإجابة هي "نعم" بالفعل  ولو للحظات متقطعة- احتراما لما شاهدناه في الفيلم الجديد وحتى لو كان في قلوبنا تقدير عظيم للراحل هيث ليدجر وجائزة الأوسكار التي تلقاها غيابياً بسبب دخوله إلى أعماق شخصية الجوكر والتي توفى بعد انهائها بفترة قصيرة، لكن للانصاف بين الشخصيتين والممثلين وادائهم الجبار نستطيع أن نجزم ان صناع العمل الفني الجديد اضطروا لصناعة فيلم مدته 01:55:00 ((مليئ بالمساحات الدرامية التي تسمح بالابداع خصوصا في المشاهد المقربة من وجه وانفعالات واضطرابات خواكين فيونكس الرائعة والانغماس في تحول شخص عادي مضطرب نفسيا تعرض لحوادث تنمر متواصلة طوال حياته جعلت منه مجرم عبثي زي الجوكر)) لكي يكون أداء الممثل كفيل انه يضاهي او ربما يتفوق على عظمة 16 مشهد فقط في screenplay قمة في الثراء القصصي مثل سيناريو كريستوفر نولان في Dark Knight والتي عبث فيه هيث ليدجر بطريقة أسطورية عجيبة جعلته يتجلى إلى عنان السماء في أداء خلده التاريخ، هذه ال 16 مشهد والمساحة الضيقة جدا للإبداع في فيلم كان مليئ بالشخصيات والقصص الجانبية بجانب القصة الأساسية تجعل هيث ليدجر الجوكر الأول في التاريخ حتى لو تفوق عليه خواكين في الفيلم الجديد الذي سمح له بالابداع في الشخصية بشكل لم يسبق له مثيل.

الإجابة هي "نعم" خواكين تفوق على ليدجر في نواحي كثيرة في الأداء والانفعالات وتحولات الشخصية بشكل عظيم ولكن الفرق ان مساحة ليدجر في الشخصية كانت ضيقة جدا مع ذلك استطاع بجبروت أدائه ان يصدرها أمام الفيلم باكمله. 

JOKER 2019


فيلم دراما نفسي تدور قصته حول "ارثر فليت" الشخص الذي صار لاحقا أسطورة جوثام الشعبية للمجرمين العبثيين الذين أضافوا المزيد من العنف لمدينة تهالكت بالجريمة المنظمة والعشوائية، نحن أمام عمل مصنوع بدقة شديدة نجح فيه المخرج في صناعة جو من الكائبة البصرية التي تنساب تحت الجلد أثناء المشاهدة بطريقة تصوير جوثام بفلاتر فاترة تفتقد لأي معنى للحياة الطبيعية، معالجة العناصر البصرية لا تكتمل الا بالموسيقى التصويرية التي يمكن تصنيفها ضمن احد أروع الابهارات الصوتية في أفلام الكوميكس اللي تتناسب تمامآ مع المحتوى الفني، وبما اننا تحدثنا عن الأداء في المقدمة يجب ننصف ان الانتاج كان عظيم والإخراج أعظم، الرمزية الجمالية في المشاهد المحيطة كانت تحفة وعلى وجه الخصوص إلغاء عامل الزمان التي تدور فيه أحداث السيناريو مما منح الفيلم نقطة إيجابية بجعله Timeless حيث أنه بإمكان المشاهد  متابعة الفيلم بأي زمن بدون أن يصفه بالقديم وكذلك إبراز الكتابات في الجدران اللي تظهر بعد كل مشهد يقوم به خواكين كانت غاية في الدقة مما يمنح المشاهد العادي ومحب الجوكر  بالذات شعور ان صناع الفيلم اعطوا للمشروع حقه من الالتزام المهني في التعامل مع شخصية اخذت حيز كبير من حياة الناس اليومية على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر لنا صناع العمل طريقة انحدار الشخصية المضطربة نفسيا وما تعرضت له من أذى نفسي بدون أن يعطوا مبرر للشر المطلق مثلما كان متوقع من فيلم من هذه النوعية،  بالعكس التوجه في رسالة الفيلم كان حول انه أي احد ممكن ان ينفجر شرا بعد التعرض لذلك الكم الهائل من الإهمال وعدم التقدير بل والتنمر من المجتمع في الحاضر الذي يعيشه ناهيك عن الماضي الأليم الذي طارده حتى الرمق الاخير من خلال والدته وجنونها الذي قد يكون حقيقي او ملفق بسبب ارتباطها بأسم مثل توماس وين، آرثر الحبيس بين ماضي وحاضر لا فرق بينهما لا يمكن أن يكون له مستقبل افضل.


وعلى الجانب الاخر يوجد بعض العيوب او الشوائب مثل الحوارات التي لم تكن من النوع الذي يتم التقاطته بسرعة من خلال سطر معبر بل كانت فلسفية وتأخذ اكثر من جملة لإيصال معناها على عكس ما كنت متوقع ان يكون هناك حزمة من السطور التي سيتم تناقلها عبر التواصل الاجتماعي وعنصر اخر يكمن في ضعف التعامل مع بقية الشخصيات التي لم تجد حقها في البناء بشكل مناسب مثل عدم الاستفادة من وجود ممثل بحجم روبرت دي نيرو بموهبته الفذة ربما لان الفيلم متمحور حول شخصية واحدة لكن إهمال بقية الشخصيات أدى إلى الاستحواذ المطلق لخواكين لمجريات الفيلم والذي بالمناسبة قد لا يكون عامل سلبي في بعض الحالات الا انه لو كان هناك شخصيات أخرى لها دور مهم كان ممكن يفتح مجال لجزء ثاني للقصة التي تصعبت جدا الان ولا يمكن لمحتوى درامي في جزء ثاني ان يتناول المرحلة الثانية من حياة الجوكر بدون السقوط في فخ النمطية لأفلام DC الأخيرة الا لو حدثت معجزة وتم إضافة شخصية او اثنين مؤثرة بشكل كافي لاقامة جزء ثاني يتحدث عن لماذا يقول الجوكر "ان هذه المدينة تحتاج لمجرم من نوع آخر لا شهوة له لمال او سلطة، عميل للفوضى لا أكثر" ، لأننا بطبيعة الحال عرفنا كل شيء من أعماق تحول الجوكر إلى ما هو معروف للعالم واذا رغبنا بمعرفة المزيد فلن يكون غير كيف أصبح مجرم غير اعتيادي جاعلا من نفسه عميل للفوضى العبثية لا أكثر. 


مما لا شك فيه هذا الفيلم له وزن ثقيل لا يمكن تجاهله في تاريخ الدارك كوميكس وقد يكون بوابة لاجزاء تالية لشخصية الجوكر كما تحدثنا اعلاه وربما غيرها من شخصيات الظلام السوداوية العبثية في حالة تم التعامل مع المشاريع السينمائية بنفس الحرص الشديد بدون الاتجاه التجاري النمطي الذي غالبا ما يحدث عندما ينجح فيلم معين ويكتسب جمهور واسع، فيلم الجوكر حالة فنية بصرية صوتية تمثيلية خاصة نالت رضا شريحة كبيرة من الناس المنقسمة بين عشاق السينما النظيفة ذات التمثيل الخالص وسينما الكوميكس الناجحة مسبقا مما يجعلها حائزة على انتباه أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة في هولييود، حتما من الجميل مشاهدة فيلم يجمع كل أنواع الجمهور خلف شاشة واحدة للاستمتاع بالتغذية البصرية المهولة التي وفرها فيلم مثل الجوكر 👏

I HOPE MY DEATH MAKES MORE CENTS THAN MY LIFE

★ 9

محمد أنصاف - review 

السبت، 30 نوفمبر 2019

الفضيلة الغير متوقعة للتجاهل | Birdman فيلم أوسكار 2015


ميزانيات ضخمة؟ أفلام تجارية؟ مشاهير يظنون أنهم ممثلون؟ إعلام غاشم؟ نقاد محطمون؟ إذن فلنتقابل بالمسرح ونرى من الممثل الحقيقي لأنه في المسرح يكرم الممثل أو يهان, و هذه هي رسالة رائعة العام... 

BIRDMAN 2014 



فيلم درامي مسرحي بطولة مايكل كيتون و ايدوارد نورتون و نايومي واتس ونخبة من كبار ممثلي هولييود من إخراج المبدع أليخاندرو جونزاليس ايراتو في أحد أفضل روائعه التي ستبقى خالدة لسنوات طويلة بسبب طريقة إخراجه الاستثنائية الحديثة في تتبع الشخصيات من مكان إلى آخر كأن الفيلم مصور كاملا بلقطة واحدة, تدور القصة حول ممثل أفلام سوبر هيرو سابق مرت سنوات بعد انتهاء سلسلته ويحاول ان يثبت نفسه كممثل في مسارح برودواي, في ملحمة صراع نفسي وتمثيلي فخمة جدا ومثل فصول المسرحية سأتحدث عنها وأقسمها إلى عدة فصول: 

الفصل الأول: مبارزة تمثيلية! 


الثلث الأول من الفيلم كان عبارة عن مبارزة تمثيلية فخمة بين كل الممثلين وعلى وجه الخصوص المشاهد الحوارية بين نورتون وكيتون والانتقال الفضيع بين تقمص الدور في المسرحية والحوارات بينهم كشخصيات في الفيلم, مواهب تمثيلية جبارة أظهرها الكاست في الثلث الأول في الفيلم جعلت بداية بناء السيناريو مثالية ومتماسكة ومحافظة على النسق التصاعدي للأحداث, حيث يبدأ السيناريو بالظهور شيئا فشيئا بطريقة مملة ورتيبة ولكن في نفس الوقت في قمة الواقعية. 

الفصل الثاني: انتقاد هولييود بواسطة المسرح! 



بعد البناء الممتاز للأحداث لا يوجد طريقة أفضل لانتقاد حال السينما إلا عبر استخدام سلاح المسرح, لأن في المسرح تظهر حقيقة الممثل وفي المسرح ظهر كبار وعظماء الممثلين في هولييود, في أكثر من لمحة تم انتقاد واقع حال هولييود وتحولها إلى الأفلام التجارية ذات الميزانيات الضخمة مثل مشهد السخرية من داوني جونيور على سبيل المثال والتطرق لأفلام المؤثرات وتجاهل الأفلام ذات الأفكار الفلسفية العميقة, على هولييود أن تتقبل هذا الانتقاد اللاذع لأنه جاء من خلال فيلم موضوعه من المسرح و المسرح بطبيعة الحال أعظم من ناحية أظهار جوانب عديدة في فن التمثيل و هذه هي النقطة التي ?#‏أجبرت? الأكاديمية ان تمنح هذا الفيلم جائزة الأوسكار لأفضل فيلم. 

الفصل الثالث: صراع الذات و شغف المهنة! 


يقال انه إذا أحببت عملك لدرجة انك وصلت لمرحلة الشغف فيه فأنه يصبح هوس يبدأ بتدمير حياتك بدون أدنى شعور منك ويبدأ ذلك باستنزاف الأمور الجميلة في حياتك كسلب اقرب المقربين حتى تجد نفسك معزول وحيدا غير مكثرت ولا يكترث بك احد لان هدفك بالحياة يصبح النجاح في عملك, ببساطة هذه هي حياة الممثل في هولييود يحاول البقاء في مهنته وتكلفه أمور كثيرة وفي هذه الجزئية من الفيلم ظهرت لنا العلاقات الشخصية بين الممثلين والضغوط النفسية التي يتعرضون لها أثناء ممارسة المهنة مما يؤدي إلى إضرابات نفسية وعصبية تؤثر بشكل سلبي جدا على حياتهم الشخصية وتدمر حياتهم الفنية إذا لم يستطيعوا السيطرة عليها بالشكل المناسب . 

الفصل الأخير: The Unexpected Virtue of Ignorance ! 


العنوان الجانبي للفيلم الذي تجلى بشكل صادم في النهاية الشكسبيرية التي أظهرت الجانب الإعلامي العفن في أميركيا وكيف للشعب والنقاد وكافة أعضاء شريحة المشاهدين بين محبين ومتفهمين شخصية بيردمان كيف صفقوا على رغبته في الانتحار أمامهم في المسرح في مشهد أسطوري نادر يجسد مدى قسوة وقذارة الإعلام الاميريكي الذي لم يحترم الرجل في أسوأ أوقاته المهنية وعاد بالمديح الهائل في أسوأ أوقاته النفسية, بيردمان تخلص من عقدته في الحمام ورمى نفسه في جحيم الشهرة التي لم يرغب بها يوما غير انه أراد أن يثبت لنفسه انه ممثل وهذا كل ما يجيده في حياته وقد كلفته الأمر كل الأشياء الغالية في حياته كزوجته وابنته وأخيرا حياته! 

فيلم خالد ستتذكره هولييود لسنوات طويلة

★ 9


محمد أنصاف - review 

السبت، 1 سبتمبر 2018

قبل الزفة : أو أن السعادة لا تشترى الا بالحب - مراجعة نقدية


مقدمة : عمرو جمال أو كيف يستطيع المشاهد أن يصبح خالق!


هذا الرجل العدني هو الفنان الذي يتميز بذلك الدافع الذي يحثه على الخلق، والذي هو ملازم للموهبة الفطرية في إظهار الفن في أبهى حلله وعكسه على المكان والزمان باستخدام أدوات متناهية الدقة تمتزج كخليط دون أن تلامس بعضها، ربما لأنه مهندس من الناحية الأكاديمية، لا أعلم، لكن ما اعرفه عن عمرو الإنسان منذ سنوات انه مشاهد ثاقب للسينما العالمية ولطالما استمعت ببعض الجلسات القليلة معه في مناقشة الأفلام الكلاسيكية والأفكار السيريالية المغلفة بفلسفة فكرية منقولة على شكل مشاهد بصرية رسخت فينا الكثير من الأفكار المهمة التي أصبحت أعمدة إنارة للمبادئ في دروب الحياة، استفدت جدا من نظرته الجذابة والزوايا التي ينظر منها لما يحدث حوله في الحياة وفي الساعتين أمام الشاشة وخلف الكواليس، هذا المشاهد القدير غدى اليوم قادرا على أن ينقل ما بمخيلته من مشاهدات لمخرجين عالميين ويصهرها مع خبرته المسرحية والتلفزيونية الطويلة التي أتاحت له أن يدخل بيوتنا العدنية ليصنع فيلم عظمته في البساطة َولمس واقعنا تم تصويره في اعتق في حواري وازقة مدينتنا، تعالو معي لنلقي الضوء على أبرز ما جاء في اول تجربة سينمائية عدنية حديثة ذات المستوى A

10 ايام قبل الزفة : أو أن السعادة لا تشترى إلا بالحب ❤


لعل أبرز ما ترسخ في عقلي طوال ساعتين من الاستمتاع بقصة واحداث الفيلم هو أن المرء لا يحتاج الى الكثير ليكون قادرا على العيش بسعادة، المرء لا يحتاج لمظاهر ترف كبيرة ليسمح لنفسه أن يعيش بسلام، الشيء الجوهري الحقيقي هو أن يكون المرء مع من يحب مهما كانت الظروف، حكاية درامية بسيطة ذات طابع فكاهي لمأمون ورشا خطيبان عانيا الكثير في سبيل أن يكونا معا في مواجهة تحديات وصعوبات الزواج ومصاريفه التي تقسم الظهر في ظل ظروف قاسية يعاني منها المواطن العدني البسيط من غلاء معيشة، استغلال من الغير في سبيل النجاة من المعمعة الاقتصادية، سقوط أخلاقي وتعميق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة مهما كانت الوسيلة قبيحة، وتوحش اقرب الناس في سبيل شهوات النفس، شهامة الأصدقاء و وقفات الرجال المغلفة بالمودة والمعروف، كلها كانت عناصر من واقع حياتنا امتزجت مع بعض في قالب درامي كوميدي نقل لنا معاناة الشباب في الزواج في ظل الغلاء المستمر وارتفاع أسعار العملة والمشتقات النفطية، الأمور المهلكة للنفس والكاسرة للخواطر والقاهرة للرجال والمبكية للنساء، صنع منها هذا الطاقم فيلم ترفيهي واقعي جميل لكل أفراد الأسرة، اللهجة العدنية تألقت بشكل ناصع في حوارات الفيلم الجادة منها والساخرة وحتى الألفاظ البذيئة كانت "حَالية" وغير مبالغ فيها كما يقال لأنه تستخدم في كل شارع وفي كل بيت تقريبا، الشخصيات كانت في قمة التنوع المجتمعي متسلسلة بين الطيب والشرير والشهم والوغد والمنكسر والذليل والقوي والبسيط، شخصيات الهرم السينمائي التقليدية لأحداث تعكس واقع مجتمع شكلت سلم ارتقى من خلاله الفيلم لأعلى مستويات النجاح التجاري والفني على حد سواء دون أن ننسى الأداء الخلاب من الممثلين الذي مثل الجوهرة على رأس التاج الفني الذي لا تستطيع أن تمنع يديك من أن تصفق عند نهايته سواء اكنت مجبر بسبب فرحة الزفة والليوة العدنية لفرقة القلعة أو كنت منبسط تقديرا لروعة ما شاهدت من عظمة وبساطة في العمل الفني وفي كلا الحالتين انت لا تستطيع أن تحبس بعض الدمعات التلقائية التي تنهمر من اعينك أثناء بعض المشاهد التي سألقي عليها الضوء الآن؛ 


أكثر المشاهد التي لمست قلبي مشهد "#الحضن_العائلي" رغم الظروف القاسية وإخراج أهل مأمون له من البيت والذي جعله بلا مأوى قبل أيام قليلة من زواجه الا ان الشاب الشهم لم يحقد عليهم وقدر الظروف و الأجمل ان الحب ظل يجمعهم مهما فرقتهم الظروف، فكرة مشاعر البيت العدني الحاضرة على الدوام، الأخ الكبير المهموم والأخ الصغير المتهور والأخت الهبلة المكافحة والجدة الحنون والعمة المطلقة المكاربة وطفية الكهرباء في وسط اللمة، لمسة عائلية تجعل الواحد يبتسم تلقائيا والمشهد الثاني هو مشهد "#المطر" وتلف العفش، القشة التي قسمت ظهر البعير، قمة اليأس التي وصل لها مأمون عندما قست عليه الدنيا وجارت عليه الظروف والحزن المؤلم في ملامح رشا أثناء الحوار الذي جسد أقسى لمحات الفراق بعد سنوات من الحب كانت لقطات معبرة بل ومبشرة أن السينما العدنية سيكون لها مستقبل طالما التعامل مع هذه النوعية الحساسة من المشاهد تم بهذه الاحتراف بعيدا عن الدراما التركية والاوفرة الهندية أشياء تجعل المشاهد فخور بما شاهد وبما تقدمه السينما العدنية من المهد والمشهد الثالث هو مشهد الختام #الزفة المشهد المفرح المبكي، التناقض المبهج الحزين، الفرح والزفة مقابل الانكسار في وجوه العريسين لما آلات إليه الأمور، المشهد حوى الكثير من الألم الجميل والفرح الناقص، ليوة الرجال وحفلة النساء، مكانين مختلفين شأت الظروف أن يكونا أقل مما كان مخطط له ولكن في النهاية انتصر الحب وجمع بين قلبين كادت الحرب أن توشك على تفريقهما، مشاهد الفيلم الحساسة كانت أجمل من أن تحصر في مقال أو مراجعة ولكن للأمور التقنية أيضا دور لا ينسى لا يجب إهمال ذكره؛ 


من النواحي التقنية، طريقة التصوير رائعة جدا، الدخول في البيت العدني، الاسواق العدنية، الأكلات العدنية، سوق القات، التمبل، زقاطيط القطيع و شعب العيدروس وحافة الشريف، الكاميرا الطائرة اللي ترتفع لتظهر لنا عشوائيات الجبل و زحمة سوق الطويل ومعاناة الناس من نقص الماء وانطفاء الكهرباء، الموسيقى التصويرية والأغاني ذات الطابع الشعبي ابتداءا من زمن أحمد بن أحمد قاسم وصولا للأغاني التي كتبها عمرو جمال، حب ولهفة وشوق والم وحزن وفرح الدنيا وألمها مشاعر مفعمة بالحياة وصلت لقلب المشاهد بسلاسة مطلقة بعيدا عن أي تكلف أو مبالغة، كل الأمور كانت كما يجب أن تكون لا أكثر ولا أقل.


وفي الختام 10 ايام قبل الزفة واحد من أجمل الأفلام اللي الواحد ممكن يشوفها في حياته وما يمل منها كلما شافها والشكر يوجه لكل من قام عليه من مساعد مخرج مروان مفرق ومنتج منفذ محسن الخليفي والممثلين كلهم من مأمون المكارب ورشا المبدعة و وليد الغبي ومشتاق جبل والأمهات والآباء والسافل سليم والمرحوم طيب الذكر هشام الحمادي الذي قدم دور رائع سيبقى خالد فيفقلوبنا و للأمانة ما بستغرب لو شفته كالتقديم اليمني للأفلام الغير ناطقة باللغة الإنجليزية في الأوسكار Yemen submission for best foreign language movie لأنه يستاهل بدون اي مبالغة. 

10/10

محمد أنصاف - review - #قبل_الزفة

الأحد، 6 مارس 2016

Interstellar الرائعة النولانية رقم 9 : رحلة الفضاء الملحمية , بين انقاذ العالم و ترميم الذات ..!


Interstellar 2014


تاسع روائع المخرج كريستوفر نولان بطولة نخبة من نجوم هولييود , ماثيو ماكونهي , اننا هاثوي , جيسيكا كاستيان , مات ديمون و السير مايكل كين في كاست متكامل يشعل الرغبة لمشاهدة الفيلم دون ان تعرف حتى انه لمخرج ذو اعمال مميزة مثل نولان , تدور قصة الفيلم حول (ماثيو) مهندس في ناسا أصبح مزارع بعد انتهاء التكنولوجيا من العالم الذي اصبح يصارع من أجل البقاء مع أقتراب هلاك كوكب الأرض يكتشف ان ناسا مازالت تعمل على محاولة أبقاء الجنس البشري و لكن عبر البحث عن كوكب اخر قابل للحياة سينتقلون إليه عبر الثقب الدودي الأسود الذي وجدوه و لا سبيل الا بأختيار الرائد السابق في القيام بتلك العملية الأستكشافية التي كلفته الكثير الكثير اكثر مما كان يتوقع .!!


الفيلم عمليا ليس كما هو مشار إليه كـ #خيال علمي انما هو فيلم درامي بحقائق علمية و نهاية خيالية , على نحو مفاجئ طابع الدراما كان الغالب في معظم فترات الفيلم و متجسد بأسمى علاقة بالوجود بين الوالد و أبنته , الدور كان مكتوب خصيصا لممثل بأمكانيات ماثيو ماكونهي الذي استطاع بأمتياز ان يضيف للشخصية ابعاد اخرى بملامحه الشاحبة اليائسة التي تحن الى الماضي و لا تقتنع بالحاضر , الشخصية كان مكتوبة بحذر شديد و عمق انساني بحت و كل مشهد استطاع ماثيو ان يضيف للفيلم لمسة خاصة به رغم السرد العلمي الذي يسير الفيلم في سياقه و خاصة في المشهد الصادم بعد النزول الى الكوكب الذي كل ساعة فيه تكلف 7 سنوات على الارض و عاد ليجد ان أفضل لحظات في حياة اولاده قد فاتته في مشهد بكاء و قهر شديد لم يسبق له وجود في هولييود الا في حالات نادرة جدا دخلت التاريخ , بقية الشخصيات لا يمكن تجاهلها , انا هاثوي قامت بدور نسائي قوي ينساب بين جمال اثنوية المرأة التي تغمر المشاعر قراراتها و بين صرامتها عندما يتعلق الامر بالمبادئ , و كالعادة السير مايكل كين يجمل اي فيلم يتواجد فيه و يعطيه لمسة من الحكمة و الثبات .


نولان معروف بأفضل المعالجات النصية لسيناريوهات الخير و الشر , الموت و الحياة و الصراع الابدي بين التناقضات المشابهة في كل افلامه السابقة بدون استثناء , هذه المرة خرج من أسلوبه المعتاد و اتجه نحو الشر في نفوس البشر , الشر التي ينبعث بسبب خوف الهلاك و استماتة البقاء مهما كلف الثمن المتمثلة بشخصية مات ديمون الذي رغم انه كان شخص مثقف و دكتور له مبادئ مغروسة لانقاذ الانسانية الا ان الخوف و النسيان وحيدا جعلته ليس الا شخص جبان تناسى كل مبادئه من اجل ان يعود الى الحياة بأي ثمن كان , نقطة عدم وجود شر غير شر النفوس و شر الطبيعة في الكوكب الهالك تحسب كتغيير نوعي في سيناريوهات نولان منحت كلايميكس فلسفي ممتع للنصف الثاني من الفيلم و منحته ابعاد انسانية واضحة لكننا لم نركز عليها من قبل بل لم نكن مسؤولين قط على المسار السيء الذي كان يسير عليه الكوكب الذي يسير نحو النهاية و الفضل يعود لنا كبشر  و بنفس الوقت كانت هذا الاسلوب في استبعاد شر حقيقي تسبب في ركاكة في السيناريو في النصف الاول من الفيلم الذي اعتمد على المشاعر و العلاقة بين البنت و الاب .


انترستلر ليس أعظم ما صنعت أيدي نولان مع ذلك أشبعني كمحب و متابع لأعمال المخرج و لكنه بالمجمل يعد أفضل الأفلام من فئة الـ Post-apoclypic التي تتمحور حول حال العالم ما بعد سلسلة كوارث طبيعية او حرب عالمية ثالثة او حدث هام غير مسار الحياة التكنولوجيا التي نعيشها الان و نجح في توصيل الرسالة بكل فخامة و جدية و ثبات من البداية الى النهاية , سبب عدم منحي العلامة الكاملة للفيلم هي النهاية التي انحرفت نحو مثالية مفرطة وصلت لمرحلة النهاية الوردية الخالية من التضحيات المفترضة , نولان لم يرد ان يكون قاسي على الطفلة مورف حتى و هي عجوز على فراش الموت و اراد ان يعطيها الامل الذي عاشت عليه كل حياتها و هي عودة والدها , لم يكتفي بذلك فحسب بل اعطاه شريكة حياة تعوضه عن السنوات الضائعة من حياة اولاده , بنظري كانت النهاية مبالغة في المثالية قليلا و مع ذلك لم تكن مدمرة للفيلم الذي اكتمل تماما بالموسيقى التصويرية الخالدة من الاسطورة هانز زيمر و بالأمور التقنية التي راعاها نولان بحذر شديد مثل غياب الصوت في مشاهد ما خارج المركبة لكن فاتته بعض الامور التقنية الطفيفة التي لم تدمر الفيلم

"انترستيلر فيلم عظيم لم يصل لمرحلة الكمال"

★ 9

مراجعة نقدية : محمد أنصاف انور

الجمعة، 20 مارس 2015

السقوط DownFall 2004 : الانسانية هراء ديني فلا بد من ابادة الضعفاء ليحكم الاقوياء و يعم السلام !!

"الأنسانية مجرد هراء ديني و الشفقة على الضعفاء خطيئة أبدية و خيانة للطبيعة البشرية , فلابد ان يتم أبادة الضعفاء ليحكم الأقوياء و ثم يعم السلام في العالم" !! - أدولف هتلر

DownFall 2004



فيلم درامي حربي تاريخي الماني ترشح لجائزة الاوسكار لأفضل فيلم أجنبي يحكي قصة الأيام الأخيرة قبل سقوط هتلر و برلين في يد الجيش الأحمر للاتحاد السوفيتي في اخر أحداث و جبهات الحرب العالمية الثانية . الفيلم من رواية شاهدة على العصر , احد موظفات الزعيم الالماني أدولف هتلر التي عينت كسكرتيرة في المخبأ الأخير للزعيم تحت أرض برلين وضحت فيه شخصية هتلر من عدة جوانبها العصبية و الوحشية و اللطيفة و القيادية بطرق مميزة تثير العجب حول الفورهر كما كان يطلق عليه كل أعضاء الحزب النازي و الشعب الألماني كافة .


الممتع بالفيلم انك تشاهد كل أفكار هتلر في فيلم كامل , فمن الناحية المعمارية نرى رؤيته عن بناء الرايخ الثالث و تحويل بيرلين الى احد المدن التي يذكرها التاريخ مثل أثينا و روما القديمة و من الناحية العلمية كيف يجعل ألمانيا الأولى أوروبيا , تشاهد كيف كان الرجل يسعى الى العظمة و دخول التاريخ بكل الطرق المباحة و المحظورة و من ناحية أخرى تشاهد وحشيته و أفكاره الوحشية في تطهير اوروبا من الأجناس و المقولة الشهيرة التي علقت في ذهني منذ ان شاهدت الفيلم : "الأنسانية مجرد هراء ديني و الشفقة على الضعفاء خطيئة أبدية و خيانة للطبيعة البشرية , فلابد ان يتم أبادة الضعفاء ليحكم الأقوياء و ثم يعم السلام في العالم" !! و بعد كل هذه الأفكار و العظمة و الجبروت تشاهد لحظات ضعف و أنكسار هتلر عندما أقتربت الهزيمة الوشيكة من الروس , كل شيء ينهار من حوله حتى غرور العظمة و كبريائه انهتى و لكن مع ذلك قرر عدم الهروب من برلين و عدم الأستسلام و كان يعي تماما أن العالم سيلعنه في كل الحالتين فأختر عدم الهروب و الأنتحار .


فيلم ضخم يؤرخ التاريخ النازي السلبي الذي تسبب في موت 50 مليون شخص في العالم و بشكل يحترم ألمانيا و بالشكل الواقعي الذي يعترف به الألمان أنفسهم بدون مبالغة أو تقليل كما يحصل في الروايات الأميريكية لقصص هتلر , فيلم جميل و منطقي بحوارات رائعة و اداء أقل ما يقال عنه أنه جبار من الممثل الذي أدى دور هتلر , فيلم رائع يستحق الخلود في تاريخ السينما و بالطبع يستحق المشاهدة من قبل كل المهتمين بالتاريخ الحديث .

★ 9

الاثنين، 16 مارس 2015

الفيلم المنسي The Jacket 2005 : عندما تموت اكثر ما ترغب فيه هو العودة لاكمال الامور التي تركتها ناقصة !



في حرب لم ارغب خوضها , هناك توفيت للمرة الاولى , عندما تموت اكثر شيء ترغب فيه هو العودة الى الحياة لاكمال الامور التي تركتها ناقصة , و عندما عدت اصبحت فأر تجارب لمجتمع وحشي سلبني كل ما املك من حياة و حب و انسانية ..!

The Jacket 2005


فيلم دراما غامض و مرعب بطولة ادريان برودي , دانيل كريغ و كيرا نايتلي تدور قصته حول (جاك ستاركس) جندي عائد من حرب الخليج 1991 يحمل ذكريات سيئة و مشاكل نفسية بسبب حادثة أليمة تعرض لها و يتم سجنه لاحقا في مصحة امراض نفسية و عصبية و إجراء تجارب غير انسانية عليه عبر حقنه بادوية هلوسة ذات تأثير عكسي محرمة دوليا من قبل طبيب مجنون لا يعرف الانسانية همه الوحيد تطوير علاج من خلال المرضى المحكوم عليهم , من الافلام القليلة التي تنتقد السياسة الاميريكية بشكل لاذع و تظهر الصورة القبيحة للمجتمع الاميريكي الذي يرغب دائما ان يظهر للعالم بالصورة المثالية , معاملتهم للجنود قاسية بشكل لا يصدق , بطل عائد من الحرب يتم وضعه في درج موتى ينتظر الموت للمرة الثانية و غير متأكد انه ما زال حي او توفي يعيش صراع ذاتي مع نفسه !


الادائات كانت فخمة جدا , ادريان برودي هو الممثل المثالي لهذه النوع من الافلام , ذلك الوجه الكئيب المليئ بالحزن الذي يملكه هذا الممثل يمنحه امكانيات هائلة في الادوار الحزينة هو وحده بادائه الاستثنائي استطاع ايصال رسالة الفيلم بكل صدق رغم الخيال الذي قد يخرب الكثير من الواقعية التي يحملها الفيلم الا انه وضح خطورة ادوية الهلوسة و الى اين يمكن ان تذهب و تتلاعب بنسيج خيال الانسان بالاضافة الى التناغم الرهيب بين ادريان و كيرا نايتلي الذي منح الفيلم لمسة رومانسية جذابة للمشاهدين , مفاجئة الفيلم كان دانيل كريغ الذي قدم اروع اداء شاهدته له في كل افلامه التي غالبا ما يكون سامج فيها و لا يقدم شيء جديد , في هذا الفيلم كان ببساطة رائع و مندمج في دور مجنون المصحة بشكل لا يصدق .


رسالة الفيلم عميقة للغاية و ستحتاج لمقالات طويلة لسرد تفاصيلها بالشكل الاستثنائي التي ظهرت به , الفيلم يحوي جنون رسالة فيلم One Flew Over the Cuckoo's Nest من ناحية معينة في المصحة , البعض قد يحكم على الفيلم انه وقع في فخ الخيال الزايد الغير منطقي لكن الامور ابسط من هكذا تعقيدات (جاك ستاركس) رجل عاش حياة سلبية و الموقف الإيجابي الوحيد في حياته هي تلك الطفلة البريئة التي ابتسمت له و عاملته بطريقة جيدة و هذا ما جعله يغوص في هلاوسه و يذهب الى المستقبل ليتخيل (بسبب ادوية الهلوسة) حياتها الكئيبة كشابة جميلة بنائا على ما شاهده من تعامل والدتها معها عندما كانت طفلة و رغبته الغير قابلة للتوقف بإن يصلح حياتها في المستقبل و ان يشاهدها سعيدة , و هذا شيء ايجابي و بنفس الوقت يعتبر من سلبيات الفيلم التي اخذته الى عالم غير واقعي رغم ان المعاناة التي عاشها تستحق الوقوف عندها , فيلم باجواء قاتمة و اسلوب اخراج ممتع لا تحويه لحظة ملل من البداية الى النهاية

★ 8.5

السبت، 14 مارس 2015

Philadelphia 1993 : هانكس و واشنطن يناقشان قضية الانسانية و عدل الحياة فوق كل اعتبار , حتى الايدز !

الانسانية و عدل الحياة فوق كل اعتبار فعلى سبيل المثال هل تقبل ان تطرد من عملك لمجرد انك مصاب بمرض الايدز ؟

Philadelphia 1993



فيلم درامي بطولة الكبير توم هانكس في دور محامي ممتاز تم طرده من عمله لانه مصاب بالأيدز و المبدع دنزل واشنطن الذي يلعب دور المحامي الذي يرفع القضية تطالب بحقوق الاول على أنه من غير الأنسانية طرد شخص لمجرد انه مصاب بمرض خبيث حتى لو كان قاتل مثل الأيدز ! قصة الفيلم قائمة على احداث حقيقية و هو ما يجعل الفيلم متميز و جذير بالمتابعة و الاهتمام لا لشيء بل للروعة التي تمكن في تقديم القصة للمشاهدين بشكل سلس و متسلسل لا يصل لمرحلة الملل اطلاقا و سيناريو مقنع جدا قد يصل الى تغيير مفاهيم و افكار راسخة في دماغك , توم هانكس حصل على الأيدز لانه شاذ , دينزل واشنطن يكره الشواذ و يمقت قضيتهم و لكنه مؤمن أن الشخص لا يجب ان يطرد من عمله لهذه السبب الذي يعتبر عنصرية و تقليل من قيمة الشخص , كل عنصر من عناصر الفيلم يكمل الاخر , في منتصف الفيلم تشعر للحظات أن القضية لا تستحق النصر لانه حصل على الأيدز بالشذوذ و بالتالي فهو قام بالمسبب الرئيسي بنفسه فعليه ان يتحمل العواقب و على الجانب الاخر ترى ان دنزل واشنطن يحتقر الشواذ و لكنه في نفس الوقت يؤمن أنها نفس بشرية تستحق أن تعامل بأنسانية , فهذا هو أبسط حق لك كأنسان تتنفس في هذا الكوكب .


شخصية دنزل واشنطن و اسلوب تعامله المثالي و الأحترافي و الانساني مع الامر جعل الفيلم ينال اعجابي كمشاهد عربي متحفظ كالكثير غيري ممن ينظر نظرة مقيتة لمن اصيبوا بالمرض من خلال السبب اعلاه لانني فقط احترم و اتعاطف مع قضية من اصيبوا به عن طريق الخطأ او نقل الدم الملوث لكن هذا الفيلم جعلني  أؤمن بالقضية الأنسانية التي يحملها رغم أنني غير متعاطف مع الشخص اصلا لاني اعتقد انه يستحق ما حصل له ! و لكن في نهاية الامر اقتنعت انه لا يستحق أن يحرم من أنسانيته و يطرد من عمله بشكل تعسفي , بين هذه التناقضات التي تحصل لك كمشاهد للفيلم تجد المتعة الحقيقة وراء السينما الشفافة التي تطرح افكارها بتجرد و عدم انحياز تاركاَ الحكم للمشاهد وحده ان يقرر الصواب و الخطأ في القضية .


توم هانكس ! هذا الرجل أبدع في الدور بشكل أسطوري و أندمج بشكل رائع يستحق الثناء و جائزة الأوسكار التي حصل عليها , رغم انني كنت انتظر مشهد ختامي اكثر قوة يقوم فيه توم هانكس بألقاء خطاب مؤثر في المحكمة , و لكن للأسف هذا ما نقص الفيلم بالأضافة الى نقص الشخصيات فلم يكن هناك أي شخصيات هامة غير توم هانكس و دنزل واشنطن و ظهور مميز لانتونيو بانديراس بين الحين و الاخر و لكن في المجمل فيلم رائع جدا يستحق المشاهدة .



مراجعة نقدية : محمد أنصاف انور